
علاج تسوس الأسنان
بقلم الدكتورة منال الرفوع
يعد تسوس الأسنان من أكثر مشاكل الأسنان انتشاراً بين الناس، حيث لا يكاد يوجد شخصٌ لم يعاين تسوس الأسنان ولولمرةٍ واحدةٍ في حياته، وينتج تسوس الأسنان من اجتماع عددٍ من العوامل هي؛ البكتيريا وبقايا الطعام وسطوح الأسنان وتوافر الوقت الكافي لحدوث التسوس، حيث تقوم البكتيريا بالتغذي على بقايا الطعام الموجودة على أسطح الأسنان منتجةً حموضاً تقوم على إذابة سطوحها، ومن هنا يبدأ التسوس، حيث تبدأ الأسنان بفقدان جزءٍ من المعادن التي تكونها نتيجةً لتأثير الحمض، فتظهر على شكل يقعٍ بيضاء على أسطح الأسنان ذات ملمسٍ طبشوريٍّ خشنٍ، وتعد تلك هي المرحلة الأولى من التسوس، وفي مراحل متقدمةٍ يستمر تأثير الحمض حتى يصل التسوس الى كسر الطبقة الخارجية من سطوح الأسنان، حيث ينتج من ذلك نخرٌ في سطح السن، وتدخل البكتيريا بعد ذلك الى الطبقة التي تلي الطبقة الخارجية وهي طبقة العاج، وهذه الطبقة تعد أقل قساوةً من سابقتها كما أنها اكثر حساسيةً أيضاً، وفي هذه المرحلة من تسوس الأسنان يبدأ الشخص بالشعور بالألم عند تناول أو شرب الأطعمة أو الأشربة الباردة أو الساخنة، ومَرد ذلك الى أنطبقة العاج تحتوي على أنابيب دقيقةٍ تقوم بإيصال المؤثرات الخارجية الى لب السن الذي يحتوي على النهايا العصبية المسؤولة عن الإحساس بالألم.
ويختلف علاج تسوس الأسنان تبعاً لحجم الجزء المتضرر من السن، ففي مراحل التسوس الاولى التي تكون فيها سطوح الأسنان ذات لونٍ طباشيريٍّ أبيض من غير وجود نخر فيها، فمن الممكن علاج ذلك بوضع الفلورايد على المناطق المتضررة، حيث يكوّن الفلورايد باتحاده مع معادن السن طبقةً صلبةً مقاومةً لحدوث التسوس أو تقدمه، ويتم ذلك في عيادة طبيب الأسنان، أما في المراحل المتقدمة التي يكون تسوس الأسنان فيها قد وصل الى طبقة العاج فإن ذلك يستلزم إزالة التسوس عن طريق الحفر ومن ثم سد الحفرة الناتجة بأحدى المواد المتوافرة لحشو الأسنان ومنها الحشوات الفضية أو الملغمية والحشوات التجميلية أو ذات التصلب الضوئي، وفي هذا النوع يكون لون الحشوة مطابقاً للون السن، وفي الحالات المتقدمة كثيراً من تسوس الأسنان والتي يكون التسوس فيها قد وصل الى لب الاسنان أوتسبب في التهاب عصب السن فإن العلاج لمثل هذا الوضع يكون بإجراء المعالجة اللبية للضرس وهي ما يتم تداول اسمها بين العامة على أنها سحب العصب، وفي الحالات التي يكون التسوس فيها قد أتى على جميع أجزاء السن بحيث لا تعود قابلةً للإصلاح فإن خلع الضرس يكون هو الحل الوحيد.