القدم الحنفاء: هل من الممكن العلاج بالعمر المتقدم؟
عند قراءة هذا أول ما يتبادر الى الذهن كم هو العمر المتقدم الذي نتحدث عنه ، في الحقيقة العمر الذي نتحدث عنه هو سنة ونصف حيث أن القدم الحنفاء هي أحد التشوهات الخلقية للقدمين وهي عبارة عن مجموعة انحرافات بين العظام التي تشكل مفاصل الكاحل ومفاصل القدم ينتج عنها تشوه في شكل القدم والكاحل ويكون منظرها أقرب ما يكون الى مضرب الجولف.
ويتم علاج القدم الحنفاء بعدة طرق أفضلها هو العلاج بالجبائر المتتابعة، وحتى تعطي هذه الطريقة أفضل نتيجة، يفضل البدء فيها بعد مرور أسبوع واحد على الولادة وهذا بالضبط ما دفعنا الى أن نسمي العمر المتقدم هو العمر الذي يكون أكبر من سنة ونصف حيث تزيد في هذا العمر صلابة المفاصل وتزداد شدة الأوتار مما يتسبب فها صعوبة العلاج.
كما يتم علاج القدم الحنفاء بالجراحة، وهي عبارة عن عملية جراحية لتحرير الأوتار والمرابط وإعادة ترتيب العظام داخل مفاصل القدم، وبعد هذا التوضيح يبرز السؤال مرة أخرى هل نستطيع العلاج في الحالات المتقدمة؟
تفاوتت الأرآء بين الجراحين في العالم على هذه الإجابة فمنهم من يرى أن لا فائدة من استخدام الجبائر المتتابعة كون الأوتار تكون قصيرة جداً، والعضلات متقلصة جداً مع تكون الألياف حول المفاصل وبالتالي فإن هؤلاء الجراحين يتوجهون إلى الجراحة لحل مشكلة القدم الحنفاء وفي الجهة المقابلة هناك مجموعة من جراحي العظام يقومون بعمل مجموعة من الجبائر المتتابعة حتى في الأعمار المتقدمة لمتابعة العلاج، ومحاولة الوصول الى قدم مستوية.
ومن خلال تجربتي الشخصية كجراح عظام فإني أؤيد الرأي الثاني ولا أرى ضرراً بمحاولة عمل الجبائر المتتالية لتعديل هذا التشوه شريطة مراقبة التقدم السريري بعد كل جبيرة للتأكد من أننا نسير نحو الاتجاه الصحيح نحو الحل.
حيث قمت بعمل مجموعة من الحالات ومتابعة علاجها بالجبائر المتتابعة وقد كانت النتيجة معظمها ايجابية دون الحاجة للجوء للجراحة بالرغم من أن بعضها قد تم علاجه سابقاً إما جراحياً أو بالجبائر دون النتيجة المرجوة.
الدكتور أكرم الشوبكي
استشاري جراحة العظام والمفاصل